هذه ليست البداية ، إنما نهاية الطريق ، جلست وأنا أفكر لمدة طويلة قبل أن تظهر الأوراق الثلاثه عشر ، وانا على يقين انها ستغضب السيده والخادم ، ولكنني تعلمت من رينيا الحكيم ان الدنيا لحظات والنجاه مرهونه برضا الله ، فالكيس الفطن من يسير على نهج صاحب الخلق العظيم ، فتكتب هذه الكلمات على كفن الابيض، وضمن مصفوفه لن ولم يفهمها إلا من كان يسري دمنا بعروقه.
عن أنس رضي الله عنه قال ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : قال مابعث نبي إلا وأنذر أمته الأعور الكذاب ألا إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور وإن بين عينيه مكتوب كافر.
ما علاقه التنظيمات السريه والمملكه العميقه بقصه الدجال؟ ، وما هي حقيقه تحرره وقيادته للعالم قبل ظهوره العلني؟ ، بل ما هو الأمر الذي يحدث اليوم يؤكد الشكوك أكثر ، سنخوض معكم في تحرير فكري لتلك الافكار ، للتوصل إلى إستنتاج يفتح الأبصار ، لنروي لكم الموضوع المختار من علامات نهايه الزمان.
الدجال ... هل هو بيننا الآن؟
ثبت في الكثير من الأحاديث أمر الدجال ، فهو أمر لاشك فيه نهائياً ، بالرغم من محاولات أعوان الشيطان إنكار حقيقته والتشكيك بها ، إلا أننا في هذه المقالة لن نتطرق لهذا النقاش ، فقد ذكرناه سابقا في الكثير من المقالات ، ولكننا سنفتح بحثاً جديداً حول سؤال محير ، هل هو بيننا الان؟ ، قبل بدايه الكلام لابد أن نرتكز على دليل وبرهان
يفتح لنا الطريق الى حقيقه هذا البيان.
في رواية تميم الداري التي اخبر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تبين ان الدجال إنسان موجود منذ القدم والله اعلم ، ودليل ذلك قول الرسول خروج الدجال ، وليس ولادته ، وأيضاً عندما أوجس الصحابه خفيه من ابن الصياد ، خشيت ان يكون هو الدجال ، قال لأحدهم انه ليس هو ، لكنه يعلم بمكانه ، أي انه كان موجود في ذلك الوقت ، وهو ما أكده الصحابي تميم في رحلتهم مع الثلاثين الى الجزيره التي ظهرت في عباب البحر المجهول ، ويرجع الكثير من الباحثين الى ان السامري هو الدجال ، وفقا لما دار بينه وبين موسى عليه السلام.
جاء في رواية الصحابي تميم ان الدجال مقيد بأغلال ، واقترب الأوان للتحرر منها ، وهذا يدلنا ان للدجال ثلاثه مراحل ، المرحله الاولي ولادته ، التي كان قبل زمن الرسول بوقت لا يعلمه الا الله ، وقد أفسد في الارض كثيرا في تلك المرحله ، وهذا يرجح انه السامري حسب رأي الكثير ، أما المرحله الثانيه التقييد والاغلال ، وفي هذه المرحله يعتمد على دابته الجساسه في نقل الاخبار ، وهي مخلوق غريب ناطق حسب وصف تميم له ، وأما المرحله الثالثه والاخيره فهي قسمان ، القسم الأول التحرر من الاغلال ونشر الفساد في العالم ، عبر خدامه وأعوانه وهو ما يرمز له في التنظيم السري بالرقم 33 ، وهي اعلى مرتبه لهم ، وترمز للعين الواحدة لان الدجال اعور ويسمى عندهم المُخَّلِص أو السيد الأعظم ، أما القسم الثاني من المرحله الثالثه والاخيره فهو الخروج والظهور العلني في وقت لا يعلمه الا الله ، والله تعالى أعلم وأجل.
وفقا لما جاءً في الأحاديث التي بيناها سابقا ، يدل هذا وبوضوح ، أن في القسم الأول من المرحله الثالثه التي يحكم بها سيدهم من وراء الكواليس ، عبر وسيط أو خادم بينه وبين المراتب الإثنين والثلاثين ، وقد وجدنا هذه صراحة في الدستور الخاص للتنظيم الهرمي ، إذاً الدجال يتربع على عرشه اليوم والخادم يمتثل لأمره ، فيتلاعب بعقول البسطاء عقليا ودينيا في ثلاثه أمور ، الأمر الأول إنكار وجود الله واستبداله بالعلم ،
والأمر الثاني تكذيب أحاديث الرسول عن الدجال ، وأما الأمر الثالث ، جعل حقيقه الشيطان مجرد وهم لا أكثر ، ويتم ذلك حسب كل فئة ، فالفئة العلمانيه التي لاتؤمن إلا بالعلم يطبق عليها الامر الاول ، وهو إنكار وجود الله ، وأما الفئه ذات الدين البسيط يطبق عليها تكذيب أحاديث الرسول حول الدجال ، وبالنسبه للفئة المشككة والضائعه يتم اخضاعهم أولا أن الشيطان مجرد وهم وأساطير ، بحيث يغلق عليهم باب الربط بين سياسه التضليل والشيطان ، ويصبح كل شيء مربوطا بالعلم ، وذلك عن طريق خلط العلم الحقيقي بالعلم الزائف ، ليتحول بعدها تدريجياً الى الإلحاد ،
وهناك من يسال سؤالا غريباً ، ما الهدف في التشكيك من حقيقه الدجال؟ ، وهذا السؤال يدل على أنه أقرب للفئه الضائعة بين اليقين والتشكيك ، لأن الهدف من ذلك هو محو ذكر الدجال بين الناس حتي ينسوه ، ويصبح مجرد اسطوره من الأساطير ، وعندما يخرج عليهم ويدعي الألوهية يكون اغلب الناس نائمين ، بعد ما أيقنوا أن لا وجود للدجال ، فيصدقونه ويتبعونه ، وأما من يعلم حقيقته مسبقا ويخش الله ، قد يكون له نصيب ممن سينجيهم الله من تلك الفتنه العظيمه.
أقبل الصحابه يوما على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مستفسرين من كثره حديث الرسول عن الدجال ، فأجابهم الرسول قائلاً : أفغير الدجال أخشي عليكم ، إذ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخرج الدجال حتى يذهل الناس عن ذكره ، وحتي تترك الأئمه ذكره على المنابر ، وهو مايتم الآن حرفيا ، عبر شن حمله كبيره جداً ضد صحيح البخاري ومسلم ، وجعل حقيقه الدجال مجرد اسطوره لا اكثر ، واما أغلب أئمه المنابر مشغلون بتمجيد حراس المعبد القديم.
سأل أحدهم أحد رجال الدين هذا السؤال ، وقال هل الدجال بيننا الان؟ ، فأجابه الإمام قائلا ، ينبغي ان تعلم ان العلم الشرعي انما يعتني بما فيه نفع للناس في آخرتهم ، إنما لا نفع فيه فلا خير في الاهتمام به والتنقيب عنه ، في تلك الاجابه اصاب ولكنه اغلق عيني السائل بسبب ضعف إلمامه وقلت فطنته ، عندما يسألنا أحد عن هذا السؤال ، يجب أن نستخدم العقل والفطره والبصر مع البصيره ، ونقول بيقين أن أمره عند الملك الواحد الأحد ، فهو علام الغيوب ومن ثم ننظر بالبصيره ، ونرى لكل فعل رد فعل ، فالدخان يدل على النار ، ولابد من أن هناك من قام بإشعالها ، ولكن من أغفل الله على قلبه سيقول لك هذا الموضوع لا قيمه له.
انظر من حولك لتعلم ان كان الدجال بيننا أم لا ، وخاطب نفسك بما ترى ، ففي مطلع القرن العشرين بدات اكبر حمله ضد الشرع والدين ، وبدأ معها استبدال العلم بالدين ، ومن ثم غُير خلق الله وزيفت الحقائق ، وظهر معها هدم الأخلاق ونشر الفساد والشذوذ باسم الحريه والتمدن ، وأصبحنا نري تلاعب بالكلمات ، الرقص بات يسمى بالفن الإستعراضي ، والمجاهر بالمعصيه أصبح يلقب بصاحب العقل المنفتح ، وأما العاهرات من خدام إبليس باتوا الملقبون بالنجوم ، والتي باعت جسدها في صور مواقع التواصل الإجتماعي لقبت نفسها بالعارضه أو المودل ، وأما الكذب والنفاق بات يعرف بالسياسة والتأسيس ، ومن يستغل جهل العامه و يرفع الاسعار ويتلاعب بالسلع ، بات يشار اليه بالتاجر الشاطر ،
أستبدلت كلمة الخالق بأمنا الطبيعة ، ولفظ الجلالة في الترجمة استبدل بالقدير ، ويتصدر سنويا الآلاف والآلاف من البرامج والافلام التي تدعو الى الالحاد والرذيلة ، بإسم الموضوعية والبحث العلمي ، وبعد كل ذلك نقول هل هو بيننا؟ ، نشاهد يوميا الحروب على الدين والحروب على المستضعفين ، في أراض الشام والعراق واليمن ، وفي جميع اراضي المسلمين ، إستخدام نفس المنهج والاسلوب ونفس الكلمات ، فهناك دوما شخصا واحدا يقوم بكتابه الحوارات ، وبعد ذلك نقول هل هو بيننا الان؟ ، يقول الله لنا في كتابه الكريم : بسم الله الرحمن الرحيم " ان مكرهم تزول منه الجبال " ، ومن ثم يأتي الأعمي يقول نظريه مؤامرة وأساطير أولين ، هاهو الخادم خرج واعلنها أمام الجميع ، فلقد تأكد ان القطيع أعمى وبدون عقل ، فما ضروره كتم الأمر بعد الآن.
ظهرت التنظيمات السرية والعلنيه مع احفاد سام ، وأعلنوا انهم خدام الدجال ، واسموه السيد الأكبر ، واقيمت التحضيرات في ارض الزمن الاول والاخير لخروج ال70 من أصفهان ، ألم ترى ان القدس اصبحت المملكه والعاصمه أسيتان ، كل هذه الأحداث حدثت فجأة خلال 100 عام ، وبعد كل ذلك نسال انفسنا هذا السؤال ، هل هو بيننا الان؟.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إن الدجال يخرج على غضبة يغضبها ، والغضب الأكبر سيكون عندما يصل المسلمون إلي روما ويفتحونها بعد الملحمة ، فيستعر غضب كل من الدجال وابليس ، عندما يرون ان كل ما قدماه خلال آلاف السنين هدم في بضع سنين ، وهذا يعني انه بيننا الان.
ومع ذلك نقول يبقى هذا من قراءتنا وبحثنا الطويل وتعمقنا في الاحاديث والدساتير ، والعلم الأول والاخير لله الواحد العظيم ، ولا يسعنا في الختام الا ان نقول ان امر الدجال واقع لا محاله ، فلا يغرنك المضللون المشككون ، وتذكر دوما ان بعد هذه الدار اما الجنه او النار.
تعليقات
إرسال تعليق